google-site-verification: google3bfe7e18e2a7810f.html

Sunday, March 25, 2018

time of fear عندما يحل لغز الجرائم أحد ضحاياها بقلم مروة علي ابراهيم


أفلام الجرائم فى السينما الأمريكية كثيرة جدا ، وهى لاتعد ولا تحصى فلديهم فى هذا المضمار أفلام معروفة ومشهورة ، وأخرى مجهولة نسبيا ، من المفهوم أن الأفلام مرآة للمجتمع بخيره وشره ، لذا أفلام الجرائم توضح لنا سر المجتمعات فى أحيان معدودة.
من أفلام الجرائم والإثارة التى سأتحدث عنها اليوم عزيزى القارىء :
فيلم وقت الخوف أوtime of fear هو فيلم أمريكى إصداره الأول عام 2002  من إخراج Alan Swyer   وتمثيل Nick Mancuso,  Cheryl PollakGreg Lauren ،  أما القصة فهى ل Frank Rossi حيث اشتهر بملصقه الرمادى الغامق و يستحوذ البطل الرئيسى هذا الغلاف الترويجى للفيلم ، إلى جانب إثنان من عناصر الشرطة المحلية ، فالغلاف يوضح قصة الفيلم ، والتى برغم تقليدتها ، إلا أنها أوضح الأمثلة على أن " المظاهر خداعة"  ، وأن أقرب الناس المساعدين للمحققين يجب أن يوضعوا تحت المراقبة ، أما عن الشك والتحقيق المستمر فلا بديل عنهما.
شاهدت هذا الفيلم مرة واحدة فى التلفاز وماشدنى به ، هو إعتماده على الإثارة النفسية والواقعية فى تصوير آلام الإنسان ،و محاولا رصد سبب من أسباب هذه الجرائم التى تخل من آدمية البشر فى هذا العالم.
قصة الفيلم :
جاك بارون رجل كان قد قُتلت إبنته من عشر سنوات ، ولكن القاتل فلت من العقاب مؤقتا ، أنت تعرف بعض الجرائم تظل معلقة لوقت بسبب عدم توافر الأدلة التى تدين القاتل ، الذى يختفى بين الناس ، ثم يعاود القتل ويزداد عنفا ، لا لشىء سوى لثقته بنفسه الشديد ، وأن يد العدالة لن تطاله فى يوم من الأيام .
عادت جرائم قتل الفتيات فى بلدة أمريكية صغيرة تدعى سان بابلو الواقعة فى ولاية كليفورنيا  ، حيث وصلت محققة من مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI  لقبها هامر ، لتحقق فى وقائع هذه الجرائم التى تنال من شرف وحياة هؤلاء الفتيات ، ظلت تتابع الأدلة وصور الضحايا ، بالإشتراك مع الشرطة المحلية ، لكنها لم تجد بعد الخيط الذى يجعلها على بُعد خطوات من المجرم .
" ونحن مقتنعون أن بدون دلائل واضحة وملموسة ، لن تكون هناك محاكمة ، ولربما تُغلق القضية وتظل مجرد أوراقا فى أدراج المحققين ."
حاولت هامر أن تحل لغز الفتيات ولكن لم تجد مساعدة ، فبدأت فى طلب مساعدة قس شاب ، بعد أن لحظات أن الفتيات تقيد من يدها بنفس الطريقة ، ويتم رجم أو إحراق الرأس إلى جانب قطعها ، وهذه العقوبات موجودة فى الكتاب المقدس ، إذن فالقاتل لا يقتل ولايعقاب إلا المرأة الملوثة بدماء الخطيئة ، فهذه التصرفات الوحشية تصف مدى حدة القاتل ، الذى يعبث بالجثة كما لو كانت لعبة طفولته ، أكد لها القس أنه مستعد للمساعدة ، فتركت الأمور تسير كما هى ، ولإنها لم تجد المساعدة من الشرطة المحلية ، فكرت فى طلب مساعدة الأب الملكوم " بارون" ، لم تتردد ، لأن حياة المزيد من الفتيات على المحك.
القاتل مختل نفسيا.
أو مضطهد فى طفولته من إمرأة ما .
أو مُغتصب فيبحث عن الفتيات الضعيفات لينتقم منهن.
أو متشدد دينيا يرى الموت والتعذيب حق لهؤلاء الخطيئات.
كل هذه الإحتمالات كانت أمام هامر المحققة وفريقها الذى يتكون من إثنين ، بينهما خلاف دائم فأحدهما يصف الآخر بأنه " غبى" ، فى ذلك الوقت وصلت هامر لجاك بارون ومر الوقت وظهرت سامثنا تلك الشابة مصابة فى عينها نتيجة ضربة ما ، حاولت أن توضح سامثنا أن والدها لم يكن ليؤذيها بل هو محب لها ، وفقط يضربها عندما يشرب وتتلاعب بعقله الخمر ، فهدأ بارون من روعها وأكملت العمل ، ثم فى الليل جاء والدها لمنزل جاك ليراها : أريد أن أرى إبنتى".
  فأبعده بارون بيده عن الباب ، ومن وراء الباب صرخت سامثنا : للأسف لا أريد أن أراك نهائيا!
تحوم حول أحد المحققين الشباب ، فهل له مسؤلية ، أو معرفة بهذه الجرائم ، أم هو نفسه مرتكبها! 
 ولأن إحدى الضحايا كانت على علاقة بأحدهم ، جدد ذلك لدى هامر الشكوك بأن القتل ، هو بسبب ذلك ، رجل ما يرى الفضيلة فى التخلص من الأنفس الملطخة بالعار ، بالخطف وقتلهن بعد إغتصابهن ، وهنا لاحظوا أن القاتل يذبح الضحية وهى أمامه ، ذلك يدل على شجاعته أو أنها ميتة من الأساس ، أو على رأى آخر أنه يعلم من هى الضحية ، وبالتالى يعرف آثامها وينصب نفسه مخلصا لها.
ساعد جاك هامر فى كثير من الأشياء ، فعندما وصلوا فى خضم بحثهم وتحقيقهم ، للقس الشاب وجدوه متوترا وقال انه ليلة أمس لم ينم لأنه سمع صوتا وأن أحدهم قد إقتحم المبنى ، فلما سألته هامر : وهل إتصلت بالشرطة أو بأحد ما؟
رد : فقط الله.
من لديه مفتاح المبنى غيره والقس الآخر ومسؤل الحديقة والبواب؟
ياترى هل القاتل قريب منهم جميعا هكذا!
وعدد لهم القس الشاب الآيات التى تصف الرجم ..والإحراق..وقطع الرأس وأن كل هذه العقوبات ..رادعة للفساد الـأخلاقى.
شك بارون فى كون رئيس  العمال أو أحد المشرفين معه مفتاح المبنى ، ويستطيع أن يدخل ويخرج منه كيفما شاء ، فتولى البحث بعد أن رفضت هامر المضى قدما فى هذا الموضوع بدون إذن قضائى وقالت له كل الأدلة التى ستعثر عليها لن يُقبل بها إن كانت بدون إذن ، لكنه ذهب متغافلا كل ذلك ، حتى وصل لمبنى لم يجد به إلا صور الضحايا على الحائط ومعهم صورة " سامثنا" ، فإرتجف قلبه خوفا ، قفل آنذاك عائدا لمنزل ولما وصل نادى : سامثنا..سامثنا ، بحث عنها دون جدوى ، فلم يعد هناك سوى مكان واحد ذهب ليبحث فيه عنها ، عندنا وصل إليه وجد جثة رجل مشنوق أمام الباب ، فأسرع بخطى لداخل المكان ، ليتلاقى ضربة على رأسه ، فيخُر مغميا عليه!
المشاهد القادم بالفيلم هو مشهد المكان حيث إختطفت سامثنا وجلس بارون يمسح الدماء من على رأسه ، وتحاول هامر أن تعرف هل رأى بارون وجه المجرم أم لا؟
فيؤكد لها بارون أن الضربة كانت سريعة فلم يرى إلا الظلام بعدها ، بدأت الشكوك حول المحقق الشاب تختفى وإنضم إليهم وأصبحوا كالتالى : هامر ومعها بارون وشريف البلدة والمحققان الشبان ومايهمهم الآن : أن يجدوا سامثنا قبل أن تصبح جثة فى مكان ما.
فهم لايعرفوا كم من الوقت لديهم ، يوم ، ساعة ، أسبوع ، وكلما مر الوقت ، كلما إقتربت نهاية سامثنا ، ذهبت هامر برفقة بارون لتبحث عن القس الشاب فى الكنيسة ، حتى تصل لأمر يسهل إلقاء القبض على القاتل العاتى ، نتيجة لأنهما فشلا فى العثور عليه فى الكنيسة ، ذهبا لمنزله هناك وجدا الأم التى سمحت لهما بالدخول ، صور القس الشاب تملأ غرفة الضيوف ، ومظاهر التدين تصف حال الأسرة المتدينة ، بعد أن قدمت الأم الشاى حدثتهم عن إبنها وكيف أنه فى الثالثة من عمره ويحفظ الكتاب المقدس ، نظرات بارون صورت المكان ودلف فى الظلام قليلا حتى وجد قطعة من الحديد مُلطخة بالدماء ، هنا صرخ بالأم : من الذى إستخدم هذا؟
لكنها خافت ..وتلعثمت فأردف بارون : لقد ذبح به أحدهم للتو ، أخبرينا أين هو إبنك؟
وبعد جذب نفسى رهيب ، يدل على خوف الأم على إبنها ، وكل خوفها من أن يحاكم بتهم القتل ، أرشدتهم على مكانه وهو قريب من المنزل ، حيث يصل له بعد العظة ليجلس فيه وحيدا.
هناك فى المبنى الملاحق وجدوا سامثنا مقيدة وهى جالسة على الأرض ، فطلب بارون من هامر أن تظل معها ، ثم عاد باحثا عن القس الشاب ، أخيرا تقابلا وجها لوجه ، فسرد له بارون وحاول أن يصل معه لشى فأنكر القس ، أنه السبب فى الجرائم وقال : لست أنا بل ..وذكر إسم آخر.
إقترب منه بارون مهددا إياه بمسدس ، حتى يقول الحقيقة ومن قتل ليزا إبنته ، وفجأة دخلت عليهما "هامر" ، فخافت أن يقتل بارون القس ، فقالت : لا تفعل بارون.
لكن القس الذى شحب وجهه وملأ العرق سحنته ، كان قد ضغط على الزناد وإنتهى كل شىء هنا .
إنتهى الفيلم بهذا المشهد ولكن لم تنته دهشتى بالقصة ولا التصوير المفعم بالحيوية ، وأنت عزيزى القارىء حتما عندما ستشاهد الفيلم فستنهيه ولن تقطع مشاهدته فى منتصفها.




Thursday, January 4, 2018

يوحى إلى. ديوان شعر عامية للشاعر محمد مرسي


صدر عن دار الكنزي للنشر  والتوزيع ديوان شعري باللهجة العامية المصرية للشاعر محمد مرسي بعنوان :"يوحى إلي- كل القصص آخرها حزين-" وللشاعر لون مميز من الكتابة حيث يتميز في الكتابة الفصحي والكتابة العامية ويتميز شعره بالفريد من الصور والمفردات الملونة التي تحرك العقل والشعور وتأخذ القاريء لمساحة رحبة من التأمل والهدوء. وإليكم اقتباس من ديوان الشاعر "يوحي إلي" والذي صدر حديثا كما انه سيعرض في معرض الكتاب 2018 بإذن الله تعالي, الاقتباس من قصيدة بعنوان
"خلص الكلام"
ومهما هَتِبكي يا قلبي خِلِص الكلام
ومهما تقولي دي عُمْرَكْ كِفاية حرام
دي فَرْحَكْ ولا دي جروحك
فمتزُقش بقي روحك
على اللي يا قلبي مش عايزك
وكان شايف هناه فْ بُعْدَكْ .
كفاية يا قلبي مَتْعِبتِش من الأوهام
كفاية ما عَادشِ تَاني مكان لأي آلام
كفاية ما تِبكي دى دموعك بِتِنْزِلْ دم
كفاية تموت فدا الحد اللى مش مُهتم .
كفاية عليك أوي جروحك
كفاية وعيش بقي لروحك
كفاية أبوس أنا إيدك
كفاية دي نار فِ تنهيدك
كفاية مَعَدْشِ تاني كلام
كفاية حَنين.. كفاية غرام ."
ويلقب الشاعر في الوسط الأدبي والثقافي بابن مرسي وله مشاركة أخرى في كتاب "ملحمة القلوب" والصادر عن دار غريب للنشر والتوزيع ضمن فعاليات مبادرة حلم الوصول والتي يتبناها الكاتب الشاب مصطفى عزت. 


Friday, December 8, 2017

عود كبريت رواية جديدة لمجدي محروس صاحب المجموعة القصصية "على هامش الحياة"

عن دار غراب للنشر والتوزيع تصدر رواية "عود كبريت" للكاتب المميز مجدي محروس وهو معلم لغة عربية ومدقق لغوي وقاص وروائي مصري من القاهرة, يتميز قلمه بالرصانة ودقة وسلاسة الوصف والتعبيرات التي تأخذك حيث المكان والزمان وتنقلك في أبعاد مختلفة للشخصيات وترصد بعين ناقدة وتفكير تحليلي الكثير من المظاهر والقضايا الهامة في المجتمع المصري والعربي من خلال سرد قصصي وروائي مميز جدا يجمع بين الأصالة والحداثة والتفرد اللغوي والفني. صدر للكاتب عن دار حسناء للنشر مجموعة قصصية مميزة بعنوان "على هامش الحياة" ويشارك الكاتب بالكتابين في معرض القاهرة للكتاب 2018 ان شاء الله, نتمنى له التوفيق والنجاح من الله سبحانه وتعالى. 
فريق ابداع للجميع

Saturday, September 9, 2017

اصدار جديد من وسوم للنشر والتوزيع للكاتبة سلمى عادل


يصدر قريبا من دار وسوم للنشر والتوزيع ادارة الكاتبة صبرينة غلمي ديوانا شعريا الكترونيا للكاتبة والشاعرة سلمى عادل بشارات تحت عنوان "سوناتا الياسمين" والدار اختارت غلافا مميزا رقيقا يتناسب مع رقة كلمات الشاعرة الشابة. 
من كلماتها
قبلني قبلة الوداع
اترك بين شفتي بقايا قصيدة 
ساعد الأزرار لتعانق عُرى المشاكسة
اتبع خطوات الطيور المهاجرة
إلى المقابر
احتفظ بلوحة شفاهنا متعانقة
على حائط مهجور لقلبك الغائر
يزينها شريط حريري أسود
بشكل مائل
سأحطم الكراسي في محطة الانتظار
وأعلّق الفأس في تفاحة عنقك
خذ تفاحتك ومن جنتي غادر
يا أكبر خيباتي أنا بك كافر.

Sunday, August 13, 2017

خفايا سجن الباستيل...مروة علي ابراهيم تبحث


من منا لايعرف سجن الباستيل ؟ وقصة إقتحامه التى شغلت الناس عبر التاريخ ، وهوية السجناء الذين عاشوا بين أركانه، فقصته مرتبطة بالثورة الفرنسية التى قامت عام 1789م للباستيل تاريخ أسود وحكايات غريبة عن أناس قد سُجنوا به ، فهذا السجن كان يسمى بالباسيتد وليس الباستيل بمعنى الحصن كما هو معروف ،قد تم بنائه لحماية باريس من ناحية الشرق وأيضا لحماية باب سان دنيس وسان مارتان بعد الهزيمة فى معركة بواتييه.
الباستيل كان حصن أو قلعة فى الأساس وكان يقع تحديدا عند باب سانت أنطوان ، وتم حفر خندق من حوله ، وهذا الخندق كانت تغمره المياه بعرض 25 مترا ، حتى لا يستطيع العابرون عبوره سواء بالدخول إليه أو الخروج منه ، إلا من خلال استخدام جسر خشبى ، حجمه بعرض الخندق ، معلق بسلاسل غليظة ترفع الجسر وتنزله بدواليب تدار داخليا.
ومن ضمن الجماهير التى هاجمت سجن الباستيل ، الميليشيات البرجوازية وكانت تسمى مليشيات المدينة وقد كونها الثوار من أبناء الطبقة المتوسطة الفرنسية ، واستولى المهاجمون على الأسلحة من ثكنات الجيش الفرنسى وعددها 32.000 بندقية و خمسة مدافع ، عندما تم الاستيلاء على الباستيل تم تحرير سبعة سجناء ومن بينهم أربعة نصابين مزورين والكونت دى سولاج الذى سجن لجرائم بشعة و فظيعة قد إرتكبها هذا الكونت. صمم الحرس السويسرى على الدفاع عن الباستيل ، فأطلقوا النيران على جموع المهاجمين ، فقتلوا 83 رجلا وأصابوا 88، وعلى الرغم من ذلك فضل بعض الحرس الإستسلام ربما خوفا من سقوط المزيد من الضحايا وهم أيضا لن يسلموا من الأذى. ومع غضب الجماهير لم تقتل إلا رجلا واحدا فى بناء الباستيل ، ولم تمس السويسريين بسوء ، الذين أعتقدوا من ملابسهم أنهم من الخدم أو المسجونين. إنما ضربوا الحامية الفرنسية التى تحرس الباستيل ، وتم تحطيم عقارب الساعة الحديدة بالحجارة ، بعض المهاجمين للسجن صبوا كامل غضبهم على حجارة السجن ، فحاولوا إقتلاعها بأيديهم. وإتجهوا للإفراج عن سجناء الباستيل وذلك بفتح الزنازين ، فأصيب أحد هؤلاء السجناء بالجنون ، لخوفه من الصوت العالى الذى لم يعتاد عليه منذ وقت طويل. فى شارع سانت انطوان خاض أولئك المهاجمون معركة أخرى غير معركة إقتحام الباستيل ،حينا إقتربوا من ميدان الساحل واجهوا مجموعة أخرى لم تشترك فى القتال ، فتم القتال وقتلوا أحدهم فى شارع تورنيل ، وآخر على رصيف نهر السين. إلى جانب أن الباستيل كان مخزن لجواهر التاج الفرنسى وكنوزه ، كان خزينة للأموال العامة ، ومخزنا للأسلحة والذخيرة أيضا، فقد أودع ملك فرنسا فى الباستيل مبلغ 13 مليون جنيه ذهبا فى عام 1600 م أيام حرب فرنسا مع أسبانيا. أما الصورة التى عرف بها الباستيل والتى كانت صورة نمطية معروفة عنه ، إنه معتقل جهنمى وسجن سىء السمعة ، حيث كان يتم به التعذيب الشديد لسجنائه، على الرغم من ظهور مؤرخى هذا العصر الذين نفى بعضهم هذا الإتهام ، وأكتفوا بقولهم أنه سجن لاتعذيب فيه. يذكر أن الباستيل بنى عام 1400م وسقط فى عام 1789م ، وفى هذه السنوات كان عدد السجناء الذين أودعوا فيه حوالى6000 سجين ، وذلك حسب أرشيف مكتبة الارسينال. أول السجناء المدنيين الذين تم سجنهم فيه ، كانا إثنان من السحرة وذلك فى عام 1423م ، وسبب سجنهما هو فشلهما فى شفاء الملك من الجنون ، فى عام 1428 كانت فرنسا كلها شمال نهر اللوار وباريس تحت قبضة هنرى السادس ملك إنجلترا ، ووثائق تلك الفترة من تاريخ فرنسا ، تؤكد أن عدد سجناء الباستيل 17 سجينا منهم 4 من الإنجليز ، وثلاثة من الفرسان ، وثلاثة من بريتانى ، وراهبان وقسيس ، وإثنان من صانعى النبيذ وفتى فى الثالثة عشر من عمره. ومنذ البداية تحول الباستيل من حصن عسكرى للدفاع إلى سجن لأعداء الملك ، وحتى سجن للنبلاء الذين يتمردوا على نظام البلاط الملكى. مع إمتداد السنوات أصبح الباستيل سجنا لطوائف دينية جديدة مثل البروتستانت وأتباع الجانسنية ، والجزويت بينما كان به قلة من منتهكى القانون العام. سجن الباستيل لم يكن سجنا وحيدا فى باريس ، بل كان يوجد سجون أخرى منها سجن فانسين وسجن مون سان ميشيل وقصر دانجيه ، هكذا تعددت السجون فى باريس ، لكن ظل الباستيل هو أشهرها لأهميه سجناءه وشهرة الجرائم التى قاموا بإرتكابها. ومن المشاهير الذين كانوا مسجونين به البرنس كونديه ووزير مالية فرنسا أيام حكم لويس الرابع عشر ، والمفكر الكبير لاروشفوكو، والمرشال ريشليو إبن الكاردينال الشهير ، وذو القناع الحديدى ، والكاتب فولتير ، وداميان الذى حاول إغتيال الملك الفرنسى لويس الخامس عشر، أيضا القائد ديموريين بطل معركة فالمى فيما بعد ، والمركيز دى صاد والساحر الشهير كاليوسترو، والكاردينال دى روهان بطل فضيحة سرقة جواهر الملكة مارى انطوانيت ، بالنسبة لأشهر الجرائم فهى قضية السموم أيام حكم الملك لويس الرابع عشر. لويس الخامس عشر هو أول من وحد فرنسا ، وجعل الباستيل سجنا رسميا للدولة و لخصومه السياسيين والمتأمرين عليه لقلب نظام الحكم ولاسيما فى صراعه مع شارل الجسور والبرجنديين ، واستحدث فى الباستيل أقفاصا من الحديد لاتسمح بالوقوف بداخلها وهذا هو قمة التعذيب ، وتم تزويدها بسلاسل غليظة تنتهى بكرات حديد لتشل حركة قدم السجين. وبداية من عهد لويس الحادى عشر كانت هناك غرفة خاصة للتعذيب واستخلاص المعلومات بطرق فظيعة جدا إلى الحد الذى يصبح فيه السجين مشرفا على الموت. عندما تحول الباستيل إلى سجن كان يصرف عليه من أموال الملك الخاصة (سجن ملكى) ، وما يحدث فيه يكون بعيد عن رقابة القانون العام . لم تحدث فى الباستيل إعدامات لكنها حدثت فى ميدان الجريف أمام بلدية باريس ، والإعدام كان يت عادة بقطع الرأس ببلطة هذا بالنسبة للنبلاء ، إلى جانب الإعدام وجدت عقوبات أخرى كالنفى أو الإعتقال مدى الحياة فى أحد الأديرة مثلا. لإعتقال أحد المطلوبين كان الملك يوقع على أمر إعتقال ملكى وتسمى "الخطابات المختومة" ، كانت قليلة العدد حتى جاء حكم لويس الرابع عشر ، بعدها تدفقت وكثرت تلك الخطابات الملكية. وزيادة أوامر الإعتقال والظلم والتعسف هو ما أشعل نيران الثورة الفرنسية ، وتم تركيز الجهود على منبع الظلم والجور وهو سجن الباستيل ، فكان هو من وجهة نظر المعاصرين أفتك السجون لذا يجب التخلص منه كرمز للظلم. هكذا تم إقتحام سجن الباستيل ودارات المعارك وشهد عام 1789 م نهاية سجن الباستيل كرمز للسجن الذى أعتقلت فيه أحلام الفرنسيين فى ذلك الوقت. مرجع كتاب الثورة الفرنسية للدكتور لويس عوض ،الهيئة المصرية العامة للكتاب ،1992

Friday, July 28, 2017

خاطرة بقلم الكاتبة سارة السادات..طرق ملتوية


وان كنت كاذبة، فلاكذبة لدي سوى ابتسامة اوراي بها دمعي ، وضحكات مبتورة تضيع معها آهاتي ، وان كنت كاذبة ،فلا كذبة لدي اكبر من قول "اكرهك " بينما يختنق صدري بحبك ،وان كنت كاذبة ، فلا كذبة لدي اعمق من جراحك التي تغرسها عميقا بروحي ،فأدعي امام نفسي انما هي ورود تغرسها انت لكي ازهر انا واورق ، وان كنت كاذبة بنظرك ،اجمل الاحاديث وانمقها فذلك ليس ضعفا ولا خبثا ، انما حبا لكنك كغالبية بني جنسك " اكثرهم لايعقلون !" ، اسفة ان كنت تراني امرأة متلونة ، ألوي عنق الكلمات لأسيرها حيث اشاء واشتهي ، اسفة ان كنت تراني امرأة تتجنب الطرق المستقيمة وتعشق الطرق المتعرجة وماسرت يوما بطريق اكثر تعرجا والتواءا من طريق حبنا ، وبالنهاية انا اسفة لاني سأتنحى جانبا تاركة اياك بكل مراراتك واحزانك وضياعك وكراهيتك لكل ردة حب اقوم بها ، اعشقك ولن اقبل ان تبقى مع امرأة مثلي لاتفعل شيئا سوى انها تنبت المرارة بصدرك و تنكأ جراحك دون ان تدري ،امرأةجعلتها محرقة ماضيك ، و حائط مبكى لآلامك .
سارة السادات

Monday, July 24, 2017

مروة علي ابراهيم تبحث في التاريخ "المرأة في مصر قديما"


كانت للمرأة فى مصر القديمة معاملة أفضل من معاملة المرأة فى الحضارات القديمة وخاصة فى بلاد اليونان والرومان ، وهو مادلت عليه الوثائق والحقائق والنقوش المصورة على الجدران ، فتمتعت المرأة المصرية بحقوق مساوية للرجل فى الواقع ، وليس على الورق كما يشاع ، مثلا فى النسب كان يتم ذكر المرأة أكثر من الرجل ، وظل ذلك التميز الفريد حتى العصر البطلمى ، عندما تغير كل شىء ، بفضل الثقافة اليونانية القادمة وأيضا غيرها من الثقافات التى عملت على تغيير النظام الإجتماعى المصرى القديم .
ومن المهم معرفة أنه كان يحق للمرأة المصرية القديمة ، أن تدفن فى مقبرة خاصة بها ، شأنها فى ذلك شأن الرجل ، وكان هذا قديما من علامات المساواة ، مع وجود القرابين والأشياء الأخرى التى تحتاجها المرأة المصرية طبقا للعقيدة التى كان يعتنقها المصريين القدماء.
ومايرتاح له العقل أن المرأة المصرية القديمة كان يحق لها حرية التصرف فى أموالها ، لس هذا فحسب لكن حرية إدارة ممتلكاتها من ضياع وخدم وأشياء ثمينة ، كل ذلك رفع من مكانتها اذ ماقورنت بالمرأة فى أى مجتمع آخر آنذاك ، ويحق لها كتابة العقود والوصايا وتحرير الرقيق ، والأجمل من كل هذا هو حقها أن تكون شاهدة على عقود الزواج مثلها مثل الرجل .
لم يهضم حقها فى رفع الدعاوى أمام المحاكم المصرية القديم النظامية ، بعكس المرأة اليونانية التى كانت تحتاج إلى وصى لتفعل كل تلك الأمور القانونية.
أما إمتلاك الأموال والثروات وغيرها من الممتلكات بالنسبة للمرأة المصرية القدمية فكان عن عن طرق مثل : الوراثة من أحد الأبوين ، الإهداء من جانب زوجها ، الشراء من مالها الخاص وبكامل حريتها التى تتمتع بها.
بالنسبة إلى ورثها فكان الزوج يحدد لها النصيب الأكبر أو يترك لها حرية التصرف فيها كما تشاء ، ومثال على ذلك فى عصر الدولة الوسطى وجد عقد تنازل فيه الزوج لزوجته وأبنائها عن خمسة عشر أسيرا.
ومن الطريف أنه كان بإمكان المرأة الحصول على الأملاك ، بتبنى زوجها لها ومن بعدها ينقل كل أملاكه لها ، وتصبح كل الأملاك حقها ، والذى دلنا على ذلك هى إحدى عقود التبنى من الأسرة العشرين ونقرأ منها مايلى "وجميع ممتلكاتى التى جمعتها معها ، أمنحها لزوجتى نا – نفر بحيث لايقف أى من إخوتى وأخواتى ضدها ".
أما التعليم فكان هناك القليل من النساء من يستطيعن القراءة والكتابة ، والذى يدل على ذلك هى التوقيعات التى وجدت ، ربما هن قلة وكن فقط فى طبقة الأميرات والملكات والطبقات الغنية ، لأن التعليم فى ذلك الوقت كان مقتصرا على طبقة الكتبة.
النساء فى مصر القديمة قد تقلدن بعض المناصب العليا ، ومنها مديرة صالة الأكل ، أو رئيسة ورشة صناعة الشعر المستعار ، أو رئيسة المغنيات ، أو رئيسة النساجات ، أو مديرة المنزل ، على الرغم من غرابة تلك الوظائف بالنسبة لعصرنا ، إلا أنها توضح أنه لم يكن هناك عنصرية ضد النساء فى شغل المناصب الريادية ، وكانت لهن ألقابا شرفية.
فى عصر الدولة الحديثة كانت النساء على إختلاف الطبقات التى أتين منها ، يعملن فى المعابد ، إلى جانب طبقة الكاهنات المنتميات للعائلة المالكة ، وطبقتى الموظفين والكهنة ، بعض الكاهنات كن يحملن اللقب شرفيا فقط، وهذا النوع كان وراثى ، يحق للنساء التصرف فيه بكل حرية ، فيعرف أن الملكة أحمس نفرتارى قد ورثت أخاها فى منصب كاهن ثان فى معبد آمون فى الكرنك ، بعد أن عوضت اخوها ماليا.
المرأة الأجنبية الحرة فى مصر القديمة كانت تعامل معاملة المرأة المصرية  الحرة ، فأما الإماء والجوارى فكن يعاملن معاملة الإماء المصريات وعليهن نفس الواجبات والأعمال ، لم يكون هناك مجال للتمييز ، فكان المصريين القدماء يطلقون سراح بعض الأسرى والعبيد وخاصة الإماء كما ورد فى كثير من المناسبات.
فى مصر القديمة كان للملكة دور مهم فهى الوريثة للعرش ، وعندما كانت أميرة عليها الزواج من أكبر أبناء الملك الذكور ويفضل أن يكون هذا الإبن من أبناء الزوجة الرئيسية للملك ، ليحتفظ الدم الملكى بنقائه طبقا لنظام الملك فى مصر وقتذاك ، وكان اسم الملكة ينقش بلقب " الزوجة الملكية الكبرى " ، دليلا على أهمية الملكة فى القصر الملكى المصرى فى عصور مصر القديمة.
وجدت هناك زوجات فرعيات للملك فى مصر القديم بجانب الزوجة الرئيسية ، لكن لم يظرهن للحياة مثل الزوجة الرئيسية ، الملك ووبناته كانوا يعيشون إلى جوار الحريم أو الزوجات الفرعيات ، وعلى ذكر ذلك كانت أسرة الملك رمسيس الثانى كبيرة جدا لانستطيع تخيل عددهم بالنظر ، لأن هذا الملك قد أنجب من زوجاته 79 إبنا و59 بنتا ، وهذه أكبر أسرة ملكية قد سمع عنها فى تاريخ مصر القديم ، فمولك مصر قد تزوجوا من أميرات أجنبيات من ممالك وأمم أخرى مثل ميتانى وبابل ، كل الأميرات مخصص لهن معلم للموسيقى خاصة لتعلميهن العزف على الآلات الموسيقية لإدخال البهجة والسرور على قلب الملك فى مختلف المناسبات .
المرأة المصرية فى العصور القديمة مهتمة بمنزلها ، وكانت تساعدها الخادمات ، أما ملابس المرأة المصرية قديما فهى بسيطة ، لم تتغير فى القدم كثيرا ، فالمادة الأساسية لملابسها كانت الكتان ، فهو ملاءم لجو مصر ، وملابس كل نساء مصر من الطبقات الغنية حتى أدنى الطبقات موحدة ، وفى العادة هو ثوب طويل من قطعة قماش مثلثة وخيطة بالطول من أحد الجانيين ، ومن المفيد أن نذكر أن ملابسهن ليست ضيقة كما يظهر فى النقوش ، وإلا كيف تحركن بها  وهى بهذا الضيق الغير عادى ؟
ذكر أن جمال المرأة المصرية كان نادرا ، وهى ككل نساء الأرض تتجمل بإستخدام أدوات التجميل ، والذى سيدهشك أن هذه المستحضرات لا تقل جودة ولا كفاءة عن المستحضرات العالمية الآن ، أما الرشاقة فكانت المرأة المصرية رشيقة ، وقوامها لم يعرف السمنة فى ذلك الوقت ، وجدير بالذكر أن السمنة كانت مدعاة لسخرية فنانين مصر القديمة.
فالمرأة المصرية إهتمت بطعام صحى يقوم على تناول الماء الساخن قبل الأكل ، والإهتمام
بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة ، وخبز الشعير ، وعسل النحل ، وكأن المصريات هن من وضعن أسس الحفاظ على الرشاقة من قديم الأزل.
أما إهتمام المصريات بالنظافة فكان شىء مقدس كتقديس الحياة البشرية ، وتدلنا الرسومات على ذلك ، فكان استخدام الماء للتطهر وخاصة قبل الدخول للأماكن المقدسة ، وهذه هى الفطرة الإنسانية التى مارستها المرأة المصرية منذ القدم وهى المحافظة على نظافتها ، وليس هذا فحسب لكن المحافظة على منزلها ، بدوام تنظيفه وجعله أنقى مكان لتعيش فيه سعيدة.
وعاشت المرأة فى مصر القديم مكرمة فى بيت زوجها ، فكان محبا ومحترما لها وشاركها فى الرخاء والضيق وقد حث الحكاء على حب الزوجة مثل قول بتاح حتب : أحبب زوجتك داخل بيتك .. أطعمها واكسها .. اسعد قلبها طول حياتك ، وذلك قمة العطف أن يطعهما ويشترى لها الملابس الجميلة لتدوم المحبة بينهما ، وعليه ألا يؤذيها فهى حديقة مثمرة لزوجها.
الأبناء كانوا يراعون أمهم ويحبونها حب جميل ، وكانت هىى محل إحترام أبنائها ، فهمى من ربت وعلمت ، وعليه فإنه جميل يرد لها من قبل أبنائها.
وفى نصيحة الحكيم آنى لابنه يقول : ضاعف الخبز الذى تعطيه لأمك
واحتملها كما احتملتك
وهكذا كان الأباء يحرصون على جعل أبنائهم يبرون أمهاتهم ، وذلك قمة الوفاء الجميل الذى قلما نرى له وجود.
هكذا عاشت المرأة المصرية فى العصور القديمة ، وتبوأت أفضل مكانة كان من الممكن أن تحظى بها المرأة فى العالم القديم.
المصدر:
كتاب المرأة المصرية القديمة ـ تأليف د/ محمد فياض ، دار الشروق ،الطبعة الأولى 1995