google-site-verification: google3bfe7e18e2a7810f.html

Monday, July 24, 2017

مروة علي ابراهيم تبحث في التاريخ "المرأة في مصر قديما"


كانت للمرأة فى مصر القديمة معاملة أفضل من معاملة المرأة فى الحضارات القديمة وخاصة فى بلاد اليونان والرومان ، وهو مادلت عليه الوثائق والحقائق والنقوش المصورة على الجدران ، فتمتعت المرأة المصرية بحقوق مساوية للرجل فى الواقع ، وليس على الورق كما يشاع ، مثلا فى النسب كان يتم ذكر المرأة أكثر من الرجل ، وظل ذلك التميز الفريد حتى العصر البطلمى ، عندما تغير كل شىء ، بفضل الثقافة اليونانية القادمة وأيضا غيرها من الثقافات التى عملت على تغيير النظام الإجتماعى المصرى القديم .
ومن المهم معرفة أنه كان يحق للمرأة المصرية القديمة ، أن تدفن فى مقبرة خاصة بها ، شأنها فى ذلك شأن الرجل ، وكان هذا قديما من علامات المساواة ، مع وجود القرابين والأشياء الأخرى التى تحتاجها المرأة المصرية طبقا للعقيدة التى كان يعتنقها المصريين القدماء.
ومايرتاح له العقل أن المرأة المصرية القديمة كان يحق لها حرية التصرف فى أموالها ، لس هذا فحسب لكن حرية إدارة ممتلكاتها من ضياع وخدم وأشياء ثمينة ، كل ذلك رفع من مكانتها اذ ماقورنت بالمرأة فى أى مجتمع آخر آنذاك ، ويحق لها كتابة العقود والوصايا وتحرير الرقيق ، والأجمل من كل هذا هو حقها أن تكون شاهدة على عقود الزواج مثلها مثل الرجل .
لم يهضم حقها فى رفع الدعاوى أمام المحاكم المصرية القديم النظامية ، بعكس المرأة اليونانية التى كانت تحتاج إلى وصى لتفعل كل تلك الأمور القانونية.
أما إمتلاك الأموال والثروات وغيرها من الممتلكات بالنسبة للمرأة المصرية القدمية فكان عن عن طرق مثل : الوراثة من أحد الأبوين ، الإهداء من جانب زوجها ، الشراء من مالها الخاص وبكامل حريتها التى تتمتع بها.
بالنسبة إلى ورثها فكان الزوج يحدد لها النصيب الأكبر أو يترك لها حرية التصرف فيها كما تشاء ، ومثال على ذلك فى عصر الدولة الوسطى وجد عقد تنازل فيه الزوج لزوجته وأبنائها عن خمسة عشر أسيرا.
ومن الطريف أنه كان بإمكان المرأة الحصول على الأملاك ، بتبنى زوجها لها ومن بعدها ينقل كل أملاكه لها ، وتصبح كل الأملاك حقها ، والذى دلنا على ذلك هى إحدى عقود التبنى من الأسرة العشرين ونقرأ منها مايلى "وجميع ممتلكاتى التى جمعتها معها ، أمنحها لزوجتى نا – نفر بحيث لايقف أى من إخوتى وأخواتى ضدها ".
أما التعليم فكان هناك القليل من النساء من يستطيعن القراءة والكتابة ، والذى يدل على ذلك هى التوقيعات التى وجدت ، ربما هن قلة وكن فقط فى طبقة الأميرات والملكات والطبقات الغنية ، لأن التعليم فى ذلك الوقت كان مقتصرا على طبقة الكتبة.
النساء فى مصر القديمة قد تقلدن بعض المناصب العليا ، ومنها مديرة صالة الأكل ، أو رئيسة ورشة صناعة الشعر المستعار ، أو رئيسة المغنيات ، أو رئيسة النساجات ، أو مديرة المنزل ، على الرغم من غرابة تلك الوظائف بالنسبة لعصرنا ، إلا أنها توضح أنه لم يكن هناك عنصرية ضد النساء فى شغل المناصب الريادية ، وكانت لهن ألقابا شرفية.
فى عصر الدولة الحديثة كانت النساء على إختلاف الطبقات التى أتين منها ، يعملن فى المعابد ، إلى جانب طبقة الكاهنات المنتميات للعائلة المالكة ، وطبقتى الموظفين والكهنة ، بعض الكاهنات كن يحملن اللقب شرفيا فقط، وهذا النوع كان وراثى ، يحق للنساء التصرف فيه بكل حرية ، فيعرف أن الملكة أحمس نفرتارى قد ورثت أخاها فى منصب كاهن ثان فى معبد آمون فى الكرنك ، بعد أن عوضت اخوها ماليا.
المرأة الأجنبية الحرة فى مصر القديمة كانت تعامل معاملة المرأة المصرية  الحرة ، فأما الإماء والجوارى فكن يعاملن معاملة الإماء المصريات وعليهن نفس الواجبات والأعمال ، لم يكون هناك مجال للتمييز ، فكان المصريين القدماء يطلقون سراح بعض الأسرى والعبيد وخاصة الإماء كما ورد فى كثير من المناسبات.
فى مصر القديمة كان للملكة دور مهم فهى الوريثة للعرش ، وعندما كانت أميرة عليها الزواج من أكبر أبناء الملك الذكور ويفضل أن يكون هذا الإبن من أبناء الزوجة الرئيسية للملك ، ليحتفظ الدم الملكى بنقائه طبقا لنظام الملك فى مصر وقتذاك ، وكان اسم الملكة ينقش بلقب " الزوجة الملكية الكبرى " ، دليلا على أهمية الملكة فى القصر الملكى المصرى فى عصور مصر القديمة.
وجدت هناك زوجات فرعيات للملك فى مصر القديم بجانب الزوجة الرئيسية ، لكن لم يظرهن للحياة مثل الزوجة الرئيسية ، الملك ووبناته كانوا يعيشون إلى جوار الحريم أو الزوجات الفرعيات ، وعلى ذكر ذلك كانت أسرة الملك رمسيس الثانى كبيرة جدا لانستطيع تخيل عددهم بالنظر ، لأن هذا الملك قد أنجب من زوجاته 79 إبنا و59 بنتا ، وهذه أكبر أسرة ملكية قد سمع عنها فى تاريخ مصر القديم ، فمولك مصر قد تزوجوا من أميرات أجنبيات من ممالك وأمم أخرى مثل ميتانى وبابل ، كل الأميرات مخصص لهن معلم للموسيقى خاصة لتعلميهن العزف على الآلات الموسيقية لإدخال البهجة والسرور على قلب الملك فى مختلف المناسبات .
المرأة المصرية فى العصور القديمة مهتمة بمنزلها ، وكانت تساعدها الخادمات ، أما ملابس المرأة المصرية قديما فهى بسيطة ، لم تتغير فى القدم كثيرا ، فالمادة الأساسية لملابسها كانت الكتان ، فهو ملاءم لجو مصر ، وملابس كل نساء مصر من الطبقات الغنية حتى أدنى الطبقات موحدة ، وفى العادة هو ثوب طويل من قطعة قماش مثلثة وخيطة بالطول من أحد الجانيين ، ومن المفيد أن نذكر أن ملابسهن ليست ضيقة كما يظهر فى النقوش ، وإلا كيف تحركن بها  وهى بهذا الضيق الغير عادى ؟
ذكر أن جمال المرأة المصرية كان نادرا ، وهى ككل نساء الأرض تتجمل بإستخدام أدوات التجميل ، والذى سيدهشك أن هذه المستحضرات لا تقل جودة ولا كفاءة عن المستحضرات العالمية الآن ، أما الرشاقة فكانت المرأة المصرية رشيقة ، وقوامها لم يعرف السمنة فى ذلك الوقت ، وجدير بالذكر أن السمنة كانت مدعاة لسخرية فنانين مصر القديمة.
فالمرأة المصرية إهتمت بطعام صحى يقوم على تناول الماء الساخن قبل الأكل ، والإهتمام
بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة ، وخبز الشعير ، وعسل النحل ، وكأن المصريات هن من وضعن أسس الحفاظ على الرشاقة من قديم الأزل.
أما إهتمام المصريات بالنظافة فكان شىء مقدس كتقديس الحياة البشرية ، وتدلنا الرسومات على ذلك ، فكان استخدام الماء للتطهر وخاصة قبل الدخول للأماكن المقدسة ، وهذه هى الفطرة الإنسانية التى مارستها المرأة المصرية منذ القدم وهى المحافظة على نظافتها ، وليس هذا فحسب لكن المحافظة على منزلها ، بدوام تنظيفه وجعله أنقى مكان لتعيش فيه سعيدة.
وعاشت المرأة فى مصر القديم مكرمة فى بيت زوجها ، فكان محبا ومحترما لها وشاركها فى الرخاء والضيق وقد حث الحكاء على حب الزوجة مثل قول بتاح حتب : أحبب زوجتك داخل بيتك .. أطعمها واكسها .. اسعد قلبها طول حياتك ، وذلك قمة العطف أن يطعهما ويشترى لها الملابس الجميلة لتدوم المحبة بينهما ، وعليه ألا يؤذيها فهى حديقة مثمرة لزوجها.
الأبناء كانوا يراعون أمهم ويحبونها حب جميل ، وكانت هىى محل إحترام أبنائها ، فهمى من ربت وعلمت ، وعليه فإنه جميل يرد لها من قبل أبنائها.
وفى نصيحة الحكيم آنى لابنه يقول : ضاعف الخبز الذى تعطيه لأمك
واحتملها كما احتملتك
وهكذا كان الأباء يحرصون على جعل أبنائهم يبرون أمهاتهم ، وذلك قمة الوفاء الجميل الذى قلما نرى له وجود.
هكذا عاشت المرأة المصرية فى العصور القديمة ، وتبوأت أفضل مكانة كان من الممكن أن تحظى بها المرأة فى العالم القديم.
المصدر:
كتاب المرأة المصرية القديمة ـ تأليف د/ محمد فياض ، دار الشروق ،الطبعة الأولى 1995


No comments:

Post a Comment